?value=0&label=EDBeCP3rxAMQt5ey-gM&guid=ON&script=0

الأيديولوجيا

معاً تحت مظلة واحدة

تحية سلام ومحبة

معاً تحت مظلة واحدة

المطر في إسرائيل له طعم مختلف ويبعث في النفس إحساساً مشرقاُ ينبع بالخير والدفء ويملءُ السدود والبحيراتلتفيض بالماء العذب مُنظفاً الساحات والطرقات من الغبار والأوساخ مودياً بالقذارة منعشاً العشب ليفوح بعطرالحياة.

لقد أخذ مؤخراً شعوراً ينتاب الجميع في لو أن يأتي أحد ما لينظيف الفساد والكذبوالإدعاء كما ينظف المطر الشوارع وليجلب الأمل للناس في بناء مجتمع جديد وصالح. ولكن للسعي وراء حلم كهذا يجب أولاً العودة للنظر في أمور وأحداث السنة التي مضت وإمعان النظر فيها وفي جميع الإنجازات والأحداث التي مررنا بها أكانت سلبية أم إيجابية في تأثيرها الذي خلفته على المجتمع.

إن ليلة رأس السنة هي الوقت المناسب لوقفة الإنسان مع نفسه. فمن الأحداث التي وقعت هذه السنة والتي تركت أثراً في مذكرتنا أحداث كالخسائر التي كانت من نصيب فريق كرة القدم وكرة السلة, أما على صعيد العلاقات السياسية فهناك إنهيار العلاقات مع تركيا إلى أسواء مستوى وأحداث أخرى لا يسعنا ذكرها هنا. ولكن هناك حدث ظهر في هذه السنة والذي سيبقى ذكره دائماً في تاريخ أمتنا الفتية وهو التظاهرات الإجتماعية والتيطرحت السؤال الذي يدور في تفكير كل إسرائيلي منذ فترة وهو سؤال سبب غلاء المعيشة هنا. وسؤال فقدان الثقة في مختلف الأنظمة الإقتصادية والإجتماعية, والسؤال عنما يحصل في نظام التربية والتعليم والأهم من كل هذه هو السؤال عن سبب تلاشي الأمل وضياع أحلام المستقبل. ففي الإحصائيات التي أجريت مؤخراً ٩٠٪ من السكان يطالبون بالعدالة الإجتماعية وإن دلَّ هذا على شيء فإنما يدل على الحاجة الماسة في قلب كل إنسانللإرتباط مع الآخرين من أبناء مجتمعه وهذا ليس لأن الإرتباط مع الآخرين يجعل الحياة أكثر سلاسة ولكن هذا الإحساس يُظهر لنا حاجة الإنسان للآخرين ويظهرعدم قدرة الإنسان على العيش منفصلاً ووحيداً وهذا أمر حقيقته راسخة في نفس كل منا وواقع ذو بصمة في أعماق كل نفس إذ أن الجميع يرغبون في العيش في مجتمع مبني على مبادىء العدالة الإجتماعية من خلال التضامن المتبادل.

ولكن كيف علينا أن نحقق حلماً كهذا وكيف بإستطاعتنا تأمين شعور الثقة والأمان لجميع الأطفال اللذين يعيشون في فقرٍ ولا تتوفرلديهم ضروريات وحاجات الحياة الأساسية واللازمة وكيف نستطيع مُساعدتهم ومساعدة الجميع. حلم كهذا لا يمكن تحقيقه إلا عن طريق التضامن المتبادل فإن الإرتباط اللذي يخلقه التضامن المتبادل بين أفراد المُجتمع كمثال علاقة الترابط بين أفراد الأسرة الواحدة, والأسرة الواحدة تهتم بمتطلبات كل فرد فيها.

محاولتنا الإجابة على كل هذه التساؤولات المعقدة كان هدفنا من إنشأ هذه الصحيفة. فقد أجرينا عدة مقابلات صحفية مع أفراد من فئات متنوعة من مجتمعنا من اليهود والعرب والبدو والدروز ومن الطرفين من حزب اليمين وحزب اليسار ومن الأناس البسطاء إلى أولئك الحرفين والأخصائيين في مجالات العلم والتعليم والثقافة في محاولتنا نشر مقالات لمجلة التضامن المُتبادل وكان الجميع ذو فكر منفتح مرحبين في مشاركة آرائهم ورغبتهم في المساهمة في بناء مجتمع يسوده التضامن المتبادل .

قد إحتفلنا منذ أيام قليلة بقدوم سنة جديدة وهذه فرصة ممتازة لبداية جديدة للشروع في بناء مجتمع جديد يسوده الوئام والأمل ولكن نعلم أن ليأخذ التغيير مجراه يجب أن نكون معاً في وحدوية ومحبة اخوية ونيَّة واحدة في الإهتمام الصادق نحو الآخرين لبناء مجتمع جديد ليأخذ طابع الأسرة الواحدة في تركيبته في إهتمام كل واحد بالآخرين في محبة وإحترام متبادل.

في بداية هذه السنة الجديدة نستطيع أن نجعل من هذه الفرصة بداية لمجتمع جديد نبنيه على أساس العدالة الإجتماعية القائمة على مبدأ الصالح العام ليكن مكاناً لنا ولأولادنا لنعيش فيه بحرية وسلام . نحن نأمل في أن تكون مواضيع هذه المجلة مفيدةً وممتعةً لكل من يقرأها كما وأننا نفتح المجال واسعاً أمام كل من يرغب في التجاوب معنا في ضم رغباتنا معاً لتوجيه مجتمعنا نحو مستقبل زاهر يعمُّه المحبة والسلام للجميع.

سنة مباركة على الجميع

مجلس وزارة التربية والتعليم