?value=0&label=EDBeCP3rxAMQt5ey-gM&guid=ON&script=0

الرئيسية

نحن – أي جميعنا

إن الأسرة في إسرائيل ونعنى بذلك جميع الناس اللذين على يقين بأن الإرتباط والوحدوية بين أبناء البشر هما أكثر الأشياء أهمية, أهم من تحزبات الأطراف السياسية المختلفة وحسابات المصالح الشخصية وأهم أيضاً من الحكومة نفسها.

نحن أمة واحدة ويجب علينا جميعاً أن نرتبط معا ً في رباط الأخوة بناءً على مبدأ "أحب قريبك كنفسك" من خلال الإهتمام ببعضنا البعض من خلال رباط المحبة الذي يجمع أفراد العائلة الواحدة في إرادة ورغبة الفرد في عمل ما هو لصالح أفراد عائلته.

نحن لسنا بأناس ساذجين أو بسطاء أوأننا لا نعي الواقع في صعوبة تحقيق هذا الهدف ولكنه يظهر وليس لنا فقط بل للجميع والآن في يومنا هذا أكثر من أي وقت مضى ضرورة هذا النوع من الترابط . طبعاً أنه من الواضح أن بناء هذا النوع من التقارب والوحدوية في التعامل والتعايش بين الجميع سيتطلب وقتاً ليس بقليل ومع هذا فإنه من الواضح لنا بأنه يجب علينا أن نبدأ الآن . لماذا ؟ لأنه هذا ما يتطلبه الواقع منا هذا اليوم .

إن واقع العولمة اليوم هو واقع شامل للعالم ككل إذ أن كل أزمة تأتي تلو الأخرى مجتاحة العالم بأكمله. هذا الوضع مترسخ في مفهومنا عن كل ما يمر العالم فيه في يومنا هذا أنه لا يستطيع أي منا أن يتهرب من هذا الواقع أينما وُجد . فإن الكثير من كلمات ومقالات العلماء والسياسين ومن كل ذوات المراكز الثقافية والإقتصادية والإجتماعية في كل مجتمع تُردد صدى القول نفسه في أن العالم بأجمعه في حقبة العولمة هذه. كما وكأن الناس جميعهم موجودين في قارب واحد فلا يستطيع أي منا عمل ما يبدو له وما يبغاه مما يلحق بأي ضرر في هذا القارب لأن عمله لن يهدد سلامته فقط بل سلامة الجميع .

نحن – الناس اللذين خرجنا في الطرقات وهؤلاء اللذين بقوا يتابعون الأحداث من خلال الإذاعة والتلفيزيون والسياسين اللذين لا يعلمون ماذا يعملون وكيف يتصرفون في ضوء هذه الظروف, الكل معاً وفي قارب واحد. وفي ضوء الظروف الصعبة التي يمر بها العالم نرى أن الماء أخذ يتسرب إلى داخل هذا القارب بسبب الشرخ الموجود فيه والذي أخذ يتزايد حجمه . لا ليس اللوم واقع على شخص ما أو على مجموعة ما بل أنه بسبب الإنفصال الذي نشأ بيننا فإن للجميع يد في سوء الوضع الذي نحن فيه الآن إذ أن الجميع ساهم في حدوث هذا الشرخ إما عن طريق مباشر أو غير مباشر , ومع كل يوم يمضي تزداد سعة هذا الشرخ وتتزايد كمية الماء المتدفقة إلى داخل هذا القارب أكثر فأكثر. وإذا غرق هذا القارب فالكل سيغرق معاً وفي آنٍ واحد . فلا فارق هناك بين هؤلاء القائمين في أرفع وأضخم وأعلى الحُجر هذا القارب أو أولئك المقيمين في حُجر عادية أو العاملين على هذا القارب وحتى أولئك اللذين يُديرون هذا القارب فلا مفر لأحد.

من الممكن أنه ما يزال الحال يبدو على ما يرام وليس الوضع عصيباً بعد ومن الممكن التجاهل والتغاضي عنه ولكننا نعلم ضرورة تصحيح هذا الشرخ وإصلاحه. والطريقة الوحيدة التي نستطيع من خلالها القيام بذلك هي عن طريق التضامن المتبادل اللذي يخلق التفاهم المتبادل بين الجميع .

إن التضامن المتبادل هو أمر عملي وليس بتفكير تجردي فإن التضامن المتبادل يتطلب تأمين الحاجات المعيشية الضرورية كالسكن والتعليم والفرص الأساسية في الحياة في كل مجالاتها ولكل شخص. ولكن التحويل في الميزانية ومحاولة تعديلها بين أمر وآخر وتسوية الأمور بأي أسلوب من دون أي تغيير حقيقي للوضع الإجتماعي لن يساعدنا في شيء بل أنه سيزيد من الأمر صعوبة إذ أن المياه لا تزال تتدفق إلى داخل القارب اللذي يرتقيه الجميع . إن شاء أحدنا أم أبا أنت مع الجميع على قارب الحياة هذا .

يجب علينا أن ندرك بأن الإهتمام بالوضع الإقتصادي قضية مهمة ولكن الوضع الإقتصادي المتأزم ليس إلا الأعراض الناتجة عن هذه الأزمة ولكن الداء الحقيقي هو الإنفصال الحاصل بيننا نحن, هذا هو الشرخ الذي في القارب ويجب علينا معالجته قبل كل شيء.

وبما أنه من الضروري والمستوجب معالجة الأمور الطارئة يجب أن لا يغيب عن خاطرنا السبب الحقيقي للأزمة الحالية وعن أن الحل الوحيد الواقعي والمنطقي للمشاكل الإجتماعية والإقتصادية هو في التضامن المتبادل بيننا .

ما هو التضامن المتبادل الذي نتكلم عنه ؟

التضامن المتبادل هو ما يعطي كل منا الثقة والإطمئنان في داخل النفس في ألا ينتاب أي شخص الأرق والحيرة في تأمين حاجات المعيشة الأساسية لأن الآخرين هم اللذين يهتمون في تأمين ما يلزمه فيما هو مهتم بعمل توفير حاجاتهم أيضاً . فالإهتمام متبادل بين الفرد والآخر كما هو الحال في الأسرة الواحدة وهذا أمر واقعي فإننا في هذه البلد كالعائلة الواحدة كل فرد فيها مسؤول عن الآخر وفي حال وجود هذا النوع من الضمان بيننا لا يُدفع بالضعيف ليكن على هامش الحياة ولا يتغاضى عنه الآخرون لأن التضامن المتبادل يعني مسؤولية مشتركة للجميع في إعتناء الواحد بالآخر.

في مجتمع التضامن المتبادل لست أنا الوحيد ذو الحق في أن يكون لي عمل ووظيفة محترمة بل من المهم أن تتوفر هذه الفرصة أيضاً للجميع ليكن لكل شخص مستوى معيشة محترمة وفي أن تتوفر البيئة الصحيحة التي من حلالها يشعر الإنسان بالأمان فهل يؤذي أحد أفراد عائلته, بالطبع لا ؟

في مجتمع التضامن المتبادل لن يوجد مكانا ً للبذخ بينما الآخرون جياع. ولا مكان للمراوغة ولا للغش في أمور دفع الضرائب فهل يسرق أحد من أفراد أسرته؟

في مجتمع التضامن المتبادل لا يوجد مكان لجني أرباح هائلة من تأجير البيوت والممتلكات فهل يبتز الإنسان المال من أبنه أو إبنته ؟

في مجتمع التضامن المتبادل لا يوجد مكان للسعادة للفرد الواحد بينما الآخرون تعساء. هذا هو مجتمع التضامن المتبادل الذي نتكلم عنه وما تنادي به هيئة التضامن المتبادل إذ وجودت لتحقيق هذا الهدف السامي في جمعنا معاً تحت شعار المحبة الأخوية.